Résumé
حاولنا في هذه الدراسة خوض تجربة إدراكية وقراءة سيميولوجية لجمالية الفضاء في فيلم "السنونو لا يموت في القدس" للمخرج التونسي رضا الباهي، وقد جاء هذا الفيلم الذي أنتجه سنة 1994 كردّ على تهمة تجاهل السينما التونسية للقضية الفلسطينية. وهو فيلم ينتمي إلى سينما المؤلف ويجمع بين ثلاثة أجناس من الممارسة السينمائية: وهي الروائية والوثائقية والسياسية
الفيلم يروي قصة البحث عن أم ضائعة منذ عام 1948 التي نشرت لها إحدى الصحف اليومية صورة حديثة، قصة أرادها المخرج رحلة من أجل إرجاع الأرض المنهوبة والبحث عن الأصل والعودة إلى الجذور والهوية الضائعة
وقد ركزنا على تفعيل العلاقة الثلاثية بين جمالية الفضاء وتلقي المشاهد وسيميولوجيا الفيلم التي نراها أساسية للوقوف عند القيمة الفنية للنموذج السينمائي موضوع الدراسة
وفهمنا إلى حدٍّ ما عبر التحليل فلسفة إخراج العمل ومدى قدرته على توجيه إدراك المشاهد ودفعه نحو قراءات متعددة تكون في بادئ الأمر فهماً للغة الفيلمية من خلال رصد حسّي للصور، لتتحول إلى صور ذهنية تلامس اللاشعور